الأحد، 20 يوليو 2014

العزيف

التأثير النفسى للأشياء يتخطى كل منطق وعقل.
بمجرد أن انتهيت من قراءة رواية "العلامات الدامية"، بحثت على ال Internetعن كتاب العزيف. وكأن يدا خيفة دفعتنى دفعا للبحث عن هذا الكيان الشيطانى، قوة خفية لم أقو على معارضتها.
صفحات قليلة لم تتخط العشرين هى كل ما قرأته من الكتاب. وصف دقيق لبعض الشياطين. السادة منهم والمحكومين. كيفية الاستدعاء. القرابين. العلامات. الدماء. رؤوس الجديان.
شعرت بالدماء تتجمد فى عروقى.. ليس هذا كتابا عاديا أبدا.. ليس هذا من تخاريف السحرة الهواة ولا من ابتداع الكتاب المهووسين. هذا دليل واقعى جدا وحقيقي جدا للتعامل مع الشياطين.
ظل الكتاب ماكثا عندى فى الجهاز يومين. خلال هذين اليومين لم يغمض لى جفن. لم أستطع النوم حرفيا.. كنت أستطيع تخيل الشياطين وهى تحوم حول الجهاز ليلا فى الغرفة المجاورة لى. تطوف حول سرها المقدس الكامن فى طيات الهارد ديسك الخاص بى. أصبحت لا أجرؤ حتى على الاقتراب من الجهاز. دعك من فكرة تشغيله والعمل عليه. أصبح الجهاز ملعونا فى نظرى.
فى اليوم الثالث استجمعت شجاعتى. أدخلت جهاز كاسيت للغرفة ورفعت الصوت بسورة البقرة. وما ان انتهت دخلت مسرعا وضغطت على زر التشغيل. أعرف أن الشياطين قد رحلت مؤقتا ولكن حتى متى؟ لا أريدهم أن يفاجئونى وأنا أتعدى على الكتاب.
فتحت الFolder الذى يحتوى الكتاب وبسرعة قمت بمسحه. ثم بإستخدام برنامج خاص قمت بمحو آثاره تماما من على الهارد ديسك. لكن شيئا ما بداخلى لم يكن مطمئنا. هذا الكتاب ملعون. هذا الكتاب لن يسمح لى أن أمحوه بسهوله. لابد أن بعض ال Bytes الصغيرة منه قد تسللت إلى روح الجهاز وكمنت فى الأجزاء المقفرة من الهارد ديسك. هذه الأماكن التى لا تصلها أشعة الشمس ولا مصابيح الإضاءة الليلية.
حتى ال Format لم يجعلنى أشعر بتحسن. لابد ان الكتاب وجد طريقة ليجعل إبرة الهارد تقفز من فوقه وتتخطاه قبل أن تكتب ال0 فى المكان الذى يختبئ فيه. ولا حتى ال Format لمرتين سوف يزيل هذه اللعنة.
فى النهاية نزعت الهارد، وبأقصى سرعة نزلت سلالم العمارة وألقيت به فى صندوق القمامة. وشعرب بارتياح كبير وأنا أرى سيارة جمع القمامة تصل بعدى مباشرة، حاملة الهارد الملعون إلى جهة ما مجهولة.
عندى قناعة تامة إن الشياطين تحوم ليلا حول الهارد هناك حيث يقبع فى مقلب القمامة. وأن أبراكساس شخصيا يبحث عن الشخص الذى تجرأ على التخلص من نسخة العزيف التى كانت بحوزته.
أتساءل أحيانا إن كان شيئا من الكتاب قد نجح فى التسلل إلى ال RAM. ربما كان خيالى هو فقط ما يهيئ لى أن ثورا بجسم إنسان يقف فى فتحة الباب خلفى الآن.
ألف لعنة. كم أنت خصب أيها الخيال.
لقد وجدنى !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق