الخميس، 6 يوليو 2017

للحب أشكال أخرى - قصة قصيرة

للحب أشكال أخرى – قصة قصيرة

انزوت (سارة) الشابة ذات السبعة وعشرين ربيعا في ركن مظلم من صالة المنزل، على مقعدها المفضل بجانب النافذة، وهي تختلس النظرات كل خمس ثوانٍ أو نحوها نحو الضوء المنبعث من باب غرفة الجلوس على بعد عشرة أمتار من مجلسها، لتتأكد أن أحدًا من أهل البيت لم يلحظ اختفاءها.
أخرجت هاتفها المحمول من جيب منامتها وثبتت سماعتي الأذن قبل أن تضغط زر الاتصال بحبيبها وتنتظر صوته متلهفة من الطرف الآخر.
لم يطل الإنتظار حتى جاءها صوته محملًا بالشوق:
- (سارة). حبيبتي. إيه المفاجأة الحلوة دي، مش قلتيلي مش هتعرفي تتكلمي النهاردة عشان الناس سهرانين؟
ردت (سارة) همسًا:
- ماهم صاحيين يا حبيبي. بس ماهانش عليا يعدي يوم من غير ما أسمع صوتك. وحشتني.
ضحك الرجل ضحكة عالية ثم قال:
- إنت مجنونة. إفرضي حد قفشك هتعملي إيه؟
- أنا موطية صوتي أهو عشان محدش يسمعني. إيه أخبارك في السفر طمني عليك.
- أنا كويس الحمد لله. الشغل متعب بس إنتي فاهمة.
- ربنا يخليك ليا وترجعلي بالسلامة. نفسي أشوفك.
- وانت وحشتيني أكتر والله. حالتي صعبة من غيرك.
تلهت (سارة) في المحادثة الهامسة ولم تلاحظ الشخص الذي يقترب منها في الظلام حتى صار بجوارها تماما ثم قال بصوت عالٍ:
- قاعدة في الضلمة بتكلمي مين بالضبط؟
قفزت (سارة) من مكانها كالمصعوقة بينما نظرت في دهشة لصاحب الصوت ثم ردت ببطء:
- ملكش دعوة. بكلم حد كدة.
- حد مين؟ قوليلي. هاتي أتكلم معاه.
- لا مينفعش. لو سمحت سيبني أتكلم.
- يعني سايبانا جوه لوحدنا وجاية تتكلمي هنا؟ مبتتكلميش جوه في الأوضة ليه؟ في أسرار.
- أيوة في أسرار. سيبني بقى.
قال الرجل بصوت ضاحك من طرف المكالمة الآخر:
- خلاص باظت المكالمة طالما قفشوكي مش هيمشوا. هاتي أكلمه.
ممتعضه، ناولت (سارة) الهاتف للشخص الواقف بجوارها، فوضع السماعتين في أذنيه وقال فورا:
- آلو. مين معايا.
جاءه صوت الرجل من الطرف الآخر قائلا بصرامة مصطنعة:
- أنا بابا يا ولد.
- باباااااا حبيبي.
نظر الولد لأمه مقطبا حاجبيه في غضب مصطنع وقال مازحا:
- بتكلمي بابا لوحدك يا شريرة؟
ثم التفت إلى الهاتف وقال لأبيه:
- شغل الكاميرا يلا. آيوة كدة. يلا بقى طلع نار من بؤك. هعهعهعهعهع. طب طلع قلوب من عينك. هعهعهعهعهع.. أحكيلك عملت إيه مع صحابي بقى في التمرين...

*انتهت*