الخميس، 29 أغسطس 2013

أثانية سنلتقى؟

أثانية سنلتقى؟!
ستتقابل عيوننا..
و تضحك شِفاهنا..
و القلب لم يزل يخفق.. بلا نبضات !

أثانية سنلتقى؟
و جروحٌ فى القلب لم تزل تدمى..
و دموعٌ لم تزل تجرى..
و أشواقٌ مذبوحةٌ.. على الطرقات..

أثانيةً سنلتقى؟
بأحلام تائهةٍ..
بأمانٍ قديمة ٍكالأزل..
بأرواح ملأتها الصدوع..
و أنهكها الحَزَن..

سنلتقى؟
و ما الفارق؟.. فلنلتق..
غريبان كنا..
و غريبان عدنا..
و غريبان سنظل..

8/2003

أسطورة

بعينيك أسرار..
و أفكار..
و ذكرى فى السراب تدور.

بعينيك بحور.. 
بلا شطئان..
و طيور بلا أجنحة..
و قصائد..
بلا كلمات..

بعينيك نجوم..
تلتمع فى ليل.. بلا أقمار..
و جداول رقراقة تتهادى..
و جنات من الأزهار..

حبيبتى..

عيناك أسطورة..
لا تكفى لوصفها كلمات..
عيناك أنشودة..
تتغنى بها النسمات..
عيناك .. أحلام..
يعانقها غرورى..
و يخفق بها قلبى.. 
وكأنها نبضات.

12/2002

قصيدة

حبك قصيدة..
رسمت بحروف الأبدية..
على ضوء القمر..
و نقشت يا حبيبتى..
على جدران قلبى..
و أوراق الشجر.

6/2003

كل عام

كل عام..
و أنت للنسيم رقة..
و للبلابل شدو..
و للزهور عبير..

كل عام..
و أنت للمساء سحر..
و للأقمار بدر..
و للنجوم بريق..

كل عام..
و أنت للأنوار شمس..
و للأشجار همس..
و للكمال طريق..

كل عام..
و أنت حلم.. لألوان الشفق..
كل عام..
و أنت حد.. لأوهام الأفق..
كل عام..
و أنت للبراءة فجر..
و للحب الحياة.

1/2003

الأربعاء، 28 أغسطس 2013

كنا هنا

كنا هنا
لم أعد أذكر منذ متى
لكِنَّا كنا.. ولم نعُد
***
كنا صغارا..
ربما كبر بعضنا..
ولم نكبر !
أحلامنا تبدلت..
و أنبتت أشيائا غيرها..
مكانها..
***
طفولة برية..
رسائلٌ..
و قصائدٌ..
و أكفانٌ قرمزية..
***
أذكرك..
فأنسى أين و لماذا
ولا يبقى إلا ما بقى..
هنا.. أو هناك
أجزاءٌ من أشياء كانت..
و أوهامٌ..
لما كان يمكن..
و حقائق ما لم يكن..
و ما لن يكون.

الاثنين، 26 أغسطس 2013

القمر



تعرفون هذه الفترة من العمر التى نمتلك فيها كل رغبات الكبار و لما نفقد بعد أحلام الطفولة و أحاسيسها المفعمة بالحياة.. هذه الفترة التى تشتعل فيها دواخلنا بالحب فيصبح كل شيء عذبا جميلا، حتى البكاء.
أحببتها.. بريئة كصفحة بيضاء لم يمسها قلم.. وكانت ضحكتها البرية التى لم تقيد بعد بلجام المجتمع، تملكنى بالكامل، و رغما عنى يفلت قلبى دقتين كلما سمعتها.. كأنه ينذهل فينسى، أو ينحبس عنى خلف جفنيها المغلقين جذلا.
كانت تجلس أمامى فى الحافلة بهذه الطريقة التى لا أظن أحدا غيرها يتقنها، تستند بظهرها إلى ظهر المقعد الذى من المفترض أن يكون أمامها فأصبح الآن خلفها، و ترتكز بركبتيها على كرسيها، و تنظر إلىَّ بوجهها المستدير كالقمر من فوق ظهر كرسيها. عائدين من يوم حافل.. قالت:
 - ساكت ليه؟
- أبدا.. مبسوط
- و هو اللى يبقى مبسوط بيسكت؟
- أحيانا
إبتسمت فى غموض طفولى وقالت: - طيب
لم أدر كيف أخبرها أننى أفقد النطق كلما نظرت فى عينيها.. لم أدر كيف أخبرها أن الكلمات تتحول إلى حروف مبعثرة يفشل عقلى فى جمعها.. هناك مكان ما بداخل هاتين العينين.. متاهة تجذبنى فلا أقوى على الهرب... أو ربما لا أرغب فيه.
قسرا أعادنى صوت زميلى فى المقعد المجاور إلى الوعى: 
- ياه.. بص القمر بدر النهاردة.
نظرت إلى وجهها الأبدر يطل علىَّ ماحقا كل ما سواه فى الكون و قلت:
- قمر؟ القمر هنا يا صديقى.
أخذتها الدهشة و الخجل، فتحول وجهها من الأبيض إلى الأحمر دفعة واحدة، و قالت بصوت خافت متهدج:
- إيه اللى قلته ده
قلت مبتسما: - ماقلتش غير الحقيقة
- بس كده مينفعش
- من هنا ورايح كله كده.. 
نظرت لى نظرة ملؤها العتاب و الجذل، ووجدتنى ثانية فى هذه الأرض التى يلتمع فيها وجهها بدرا، و لا أعرف لها مدخلا إلا عينيها.. ولا أعرف لها مخرجا...